بشخصية جديدة فنياً عليها، إستطاعت الممثلة إيمان العاصي أن تُحطم كل القيود التي إرتبطت لسنوات بملامحها البريئة وشكلها الذي وضعها في أدوار مميزة، ولكن لم تُخرج فيها كل قدراتها الفنية إلى أن شاركت بشخصية "غادة" بمسلسل "لمس أكتاف" في رمضان الماضي، ولقد غابت إيمان لسنوات بسبب ظروف معينة في حياتها جعلتها تتراجع قليلاً، إلا أنها سرعان ما عادت لنجوميتها.
.وفي حديث إيمان لـ"الفن" تكشف لنا عن كواليس مشاركتها بمسلسل "لمس أكتاف"، وأسباب المشاركة بمسلسل واحد هذا العام، ومصير مشاركتها بمسلسلها المؤجل "ملايكة إبليس"، وعن المنافسة والتعامل مع الشائعات وأجواء النجومية والشهرة وتفاصيل أخرى كثيرة كان لنا هذا اللقاء التالي معها:
في البداية..ما المختلف في تجربتك مع ياسر جلال في رمضان الماضي من خلال مسلسل "لمس أكتاف" عما سبق وشاركت به في السنوات الماضية بالدراما؟
بالتأكيد.. هناك إختلاف في تجربتي هذا العام بمسلسل "لمس أكتاف" عما سبق وشاركت فيه من أعمال فنية، وهذا الإختلاف هو الذي يحركني تجاه أي دور فني جديد، وموضوع العمل بشكل عام ومناقشته لقضايا المواد الجديدة المُخدرة ومدى تأثيرها على الشباب أعتقد أنه دافع قوي أن نُقدم هذا العمل لتسليطه الضوء على قضايا مجتمعية موجودة بالفعل وزادت خلال الفترة الأخيرة. فضلاً عن طبيعة دوري وحداثته حيث أن شخصية "غادة" وهي "رسامة" لديها هدوء نفسي وثبات إنفعالي ولكن تعرضها لمواقف مُعينة غيرت من ملامح الشخصية وأخذتها في إطار جديد، والدور نفسه جديد كليا علي، وسعيدة بالتعاون مع ياسر جلال وكل فريق العمل.
وكيف إستعددتِ لشخصية "غادة الرسامة"، هل حصلتِ على دروس في هذا المجال لإتقان الدور؟
الرسم ليس هو المحور الاساسي في شخصية "غادة" ولكن الهدف منه أن يعكس حالة الهودء والثبات التي تمربهما الشخصية، وما يجعلها تنقلب في بعض التفاصيل نتيجة التعرض لمواقف في نشأتها، وقد إعتمدت على دراسة الشخصية ومع جلسات عمل مع المخرج حسين المنياوي وضعنا تعديلات وتفاصيل لتقديم الشخصية بهذا الشكل الذي ظهرت به.
وكيف كانت الكواليس ضمن عمل درامي يضم كوكبة من النجمات من بينهن حنان مطاوع؟
أعتقد أن الجماعية والإنسجام كانا واضحين للمشاهد من خلال الحلقات والأحداث التي وردت في العمل، فالكواليس كانت أكثر من رائعة وقربتنا من بعضنا البعض، وأكثر ما كان يشغل فريق العمل كله هو أن نُقدم أفضل ما لدينا لإنجاح هذا العمل، والحمد لله الاصداء أكثر من رائعة وقد حقق العمل نسب مُشاهدات عالية وتكفي رسالة المسلسل المهمة والهادفة، وكنا حريصين كفريق عمل على تناول الطعام معا سواء قبل رمضان أو خلال تصوير المشاهد الذي إستمر حتى الايام الاخيرة من الشهر الكريم، وهذا يؤكد على جماعية العمل والحب والتعاون في ما بيننا.
شخصية "غادة" بمسلسل "لمس أكتاف" هي إبتعاد عن أدوار الفتاة الرومانسية الهادئة التي قدمتيها ونالت إعجاب الجمهور، فهل القصد هو عدم الثبات على كيفية مُعينة من الأدوار؟
أبحث طوال مسيرتي الفنية عن أدوار فنية تضعني بمناطق تمثيلية جديدة، والحقيقة أنني قدمت أدوار الفتاة الرومانسية والهادئة في عدة أعمال سابقة وإن كانت بشكل مختلف، ولكنني كنت أحتاج إلى أدوار أخرى أُغرد بها خارج الصندوق، وهذا ما وجدته في "لمس أكتاف" بدور "غادة" تلك الشخصية التي حملت الكثير من التقلبات والمفاجآت، وهذا كله جعل الجمهور يُفاجأ بتفاصيل الدور، وردود الأفعال عن الشخصية كلها كانت تصب في أنها جديدة تمثيلياً بالنسبة لي.
ولماذا المُشاركة بمسلسل واحد، هل أنتِ من أنصار العمل الواحد أو أنكِ لم تجدي فرصة لمشاركات أخرى بالموسم نفسه؟
سبق وشاركت بأكثر من عمل بموسم واحد ولكنني تعرضت لإرهاق شديد حيال ذلك، ولم أكن أحب تكرار هذه التجربة إلا حينما أجد دوراً يلمسني ويدفعني أن أُضحي بمجهودي ووقتي كي أظهر بعملين، ولم أجد ما يتناسب معي سوى بمسلسل "لمس أكتاف"، والحقيقة أنه أخذ كل وقتي وظللت لا أنام لأيام إلا ثلاث ساعات أو ساعتين فقط في اليوم بسبب ضغوطات التصوير..فكيف من الممكن أن أُشارك بعمل آخر إلى جانب "لمس أكتاف"؟
وما مصير مسلسل "ملايكة إبليس" الذي تم تأجيله وخروجه المُبكر من سباق رمضان؟
المسلسل مكتوب بحرفية عالية ويخرجه المخرج احمد خالد موسى وسبق وتعاونت معه بمسلسل "ابوعمر المصري"، وهو مخرج مميز للغاية ومن أهم أسباب قبولي المشاركة في هذا العمل إلى جانب الدور الذي سيصدم الجمهور، ولكن تم تأجيل العمل بسبب إحتياجه لفترة طويلة من التحضيرات، وحتى الآن لا اعرف متى ستتم معاودة العمل عليه.
هل تسعين للمنافسة الفنية سواء بالأعمال التي تشاركين فيها أو مع نجمات جيلك؟
لا أضع في إعتباري الفكر التنافسي مع غيري على الإطلاق، ولا أنظر إلا لما أُقدمه وحسب، فنحن لسنا في سباق إنما كل فنان يعمل بهذه المهنة لديه ما يميزه عن غيره.
ولكنكِ كُنت بمكانة متميزة قبل غيابك عن التمثيل لسنوات ومن ثم تعطيلك والعودة لكي تبدئي مشواراً جديداً تأخرت فيه بطولتك لأعمال فنية كما لبعض نجمات جيلك؟
لا أقيس الامور بهذه الطريقة وإن كانت فترة غيابي عن التمثيل عطلتني بالفعل واعترف بذلك، ولكنني عُدت للحصول على أدوار أنافس وأتحدى بها نفسي لأثبت قدراتي التمثيلية، وهناك الكثير من الأعمال التي أعتذر عنها لأنني لا اعمل بمبدأ الإنتشار بل أختار ما يجعلني أتميز فيه من أدوار فنية جديدة كليا علي، والبطولة المطلقة لا تهمني ولا أنظر إليها وأعتقد أنني غير مُستعدة لها في الوقت الحالي، وكل شيء يأتي بوقته وميعاده من عند الله.
وكيف تتعاملين مع أجواء الشهرة والنجومية؟
اتعامل على طبيعتي من دون تصنع، وحياتي الخاصة ملكي وحدي وأفعل ما اريد بها، ولكن أمام الكاميرات أنا ممثلة وحسب وأستطيع الفصل ما بين حياتي الفنية والشخصية وإحداث التوازن في ما بينهما.
إلى أي مدى تكون الشائعات ضد الفنانين أمر مُضر بالنسبة لعملهم في الفن ولحياتهم الخاصة؟
بالتأكيد..هي أمر مزعج للغاية وتطال الجميع طوال الوقت، ولكنني لا أهتم بالشائعات واتركها تتطاير في الهواء مثل الفقاعات وتنتهي سريعا.
وفي النهاية..كيف تحافظين على إستقرار حياة إبنتك الوحيدة "ريتاج" بسبب أجواء الشهرة والنجومية المُحيطة بكِ؟
بالتأكيد..أحاول بشتى الطرق أن أحافظ على حياتها واجعلها مُستقرة بعيدا عن عملي وشهرتي، وهي قريبة مني للغاية ورغم صغر عمرها إلا أن هناك صداقة بيننا تنشأ وتكبر يوماً بعد يوم.